شاعرة
1917-2003 نابلس
ولدت فدوى طوقان في مدينة نابلس، وتلقت تعليمها
حتى المرحلة الإبتدائية، حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا
غير مقبول، فتركت مقاعد الدراسة واستمرت في تثقيف نفسها بنفسها، ثم درست على يد
أخيها شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان، الذي نمى مواهبها ووجهها نحو كتابة
الشعر، كما شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية، وأسماها "أم
تمّام". ثم أسماها محمود درويش لاحقاً "أم الشعر الفلسطيني".
كسرت القوالب التقليدية للأبيات الشعرية وأصبحت
رائدة في الاستخدام الحر. وكان لها دور مهم في مناقشاتها الصريحة للحياة
الاجتماعية للفلسطينيين وخاصة طرح قضايا المرأة في الأدب ، ومن أعمالها الأدبية وحدي
مع الأيام، دار النشر للجامعيين، القاهرة،1952 م. وجدتها، دار الآداب،بيروت، 1957م، أمام الباب المغلق. الليل والفرسان،
دار الآداب، بيروت، 1969م. على قمة الدنيا وحيدا ً. تموز والشئ الآخر. اللحن الأخير، دار الشروق، عمان، 2000م. ومن أعمالها النثرية أيضا :أخي إبراهيم، المكتبة العصرية، يافا، 1946م رحلة جبلية رحلة صعبة
(سيرة ذاتية) دار الشروق، 1985م. الرحلة الأصعب (سيرة ذاتية) دار الشروق، عمان، (1993) ترجم إلى
الفرنسية.
ومما يذكر ما إن انتهت حرب يونيو 1967م، استدعى وزير
الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان بعض رجالات نابلس إلى بيته في تل أبيب. كان
المدعوون، كما أوردت فدوى في سيرتها «الرحلة الأصعب»، 1993، ثلاثة، في اجتماعها مع
دايان ، طلب منها أن تبلغ رسالة إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر فحواها أن لديه
استعداداً لعقد اتفاقية سلام مع العرب مقابل الانسحاب من المناطق المحتلة، فهو
يسير على خطى رئيس وزراء إسرائيل السابق. طلب منها الاجتماع معه ثانية سألها عما إذا كانت أوصلت رسالته إلى
عبد الناصر، وتحايلت هي على الأمر، وكانت اجتمعت بعبد الناصر حين زارت القاهرة
التي كانت تزورها بين فترة وأخرى في الخريف وتستقر فيها بعض الوقت. كانت فدوى
التقت بجيهان السادات في بيت جيهان وتحادثت مع أنور السادات ورتب لها لقاء بعبد
الناصر الذي سألها عن أحوال الفلسطينيين تحت الاحتلال وأعلمها أن ما يشغله هو
تخليصهم مما ألم بهم فسيناء ليست همه الوحيد، فقد عُرض عليه الانسحاب منها مقابل
اتفاقية سلام منفردة. طلب دايان من
فدوى إبلاغ رسالة إلى الرئيس المصري ليس الطلب الأخير. حين اشتدت المقاومة
الفلسطينية وبزغ نجم ياسر عرفات تطلع دايان إلى اللقاء به ومفاوضته لعقد اتفاقية
سلام معه. وطلب من الشاعرة، كما تكتب في سيرتها، أن تطلع عرفات على رغبته وكان
دايان اقترح الاقتراح نفسه على فدائي فلسطيني أُسر في اشتباك كبير قرب أريحا في
منطقة قرنطل. رفض الفدائي طلب دايان وآثر البقاء أسيراً وكان هذا الفدائي موضع
إعجاب الوزير.
توفيت فدوى طوقان في نابلس في 13 ديسمبر 2003 وخُط على قبرهما أبياتها الشهيرة من قصيدتها
"زهرة الفل": كفاني أموت على
أرضها وأدفن فيها وتحت ثراها أذوب وأفنى وأبعث عشبا على أرضها أبعث زهرة تعيث بها
كف طفل نمته بلادي كفاني أظل بحضن بلادي ترابا وعشبا وزهرة .
لكن قبل هذا الموت، كانت" شاعرة
فلسطين" نالت عددا كبيراً من الجوائز، جائزة رابطة الكتاب الأردنيين 1983،
وجائزة ساليرنو للشعر من إيطاليا، ووسام فلسطين وجائزة كافافيس الدولية للشعر عام
1996، وغير ذلك الكثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق